مشاكل البنية السليمة للرحم وتأثيرها على فرص الحمل
يُعد الرحم مكونًا أساسيًا في رحلة الحمل، حيث تصل إليه البويضة المخصبة بعد مرورها في قناة فالوب، أو الأجنة التي نُقلت من المختبر بعد الاخصاب خارج الجسم، ويجب أن تجد هذه في هذا التجويف بيئة مستقرة وآمنة للانغراس والنمو طوال فترة الحمل التي تمتد لتسعة أشهر. لذا فأية خلل في بنية أو وظيفة الرحم قد يقلل من فرص حدوث حمل ناجح، وقد يؤدي إلى فشل في الانغراس، إجهاض أو ولادة مبكرة.
لذلك، يعدّ تقييم وفحص تجويف الرحم جزءًا أساسيًا من التحضيرات لعلاجات الخصوبة، وتُجرى ضمن خطة العلاج لضمان أقصى فرصة للنجاح.
ما هي مشاكل بنية تجويف الرحم؟
الرحم هو عضو عضلي مجوف على شكل كمثرى، يتسع في الجزء العلوي ويضيق في الأسفل حيث يتصل بعنق الرحم داخل المهبل. ويُغطى التجويف الداخلي للرحم ببطانة تُعرف بـ”بطانة الرحم”، والتي تتجدد شهريًا استعدادًا لاستقبال الجنين. أي تشوه أو اضطراب في هذا التجويف قد يؤثر سلبًا على خصوبة المرأة.
من بين أبرز الحالات التي تؤثر على سلامة تجويف الرحم:
- العيوب الخلقية في شكل الرحم: غالبًا لا تُسبب هذه التشوهات أعراضًا واضحة، لكنها تُكتشف عند مواجهة مشاكل في الخصوبة، الإجهاضات المتكررة أو الولادة المبكرة.
- الحاجز الرحمي: يتشكل الرحم عادة من اندماج قناتين، وفي حال لا يختف الحاجز الوسيط بين القناتين بالكامل، يتكون تجويف رحمي يحتوي على حاجز. هذا الحاجز يحتوي على نسبة قليلة من الأوعية الدموية، ما يُقلل من فرص انغراس الجنين فيه، وبالتالي يزيد من خطر الإجهاض.
- الرحم الضيق على شكل حرف T: بعض النساء لديهن رحم لا يكون بشكله الطبيعي، حيث تكون جدرانه متقاربة جدًا من بعضها، ما قد يمنع حدوث انغراس طبيعي.
- الرحم أحادي القرن أو ثنائي القرن: يحدث ذلك عندما لا يتم اندماج القناتين بشكل سليم، ما يؤدي إلى تكون رحم بجوف غير مكتمل. لا تؤثر هذه الحالة عادة على الانغراس، لكنها ترتبط بزيادة خطر الولادة المبكرة، ويجب تفادي الحمل متعدد الأجنة (أكثر من جنين) في هذه الحالات.
- السلائل (البوليبات – Polyps) أو الأورام الليفية (العضلية):هي أورام حميدة تظهر لدى حوالي 30% من النساء في سن الخصوبة، وقد يمنع وجودها داخل تجويف الرحم انغراس الجنين بشكل سليم، حتى وإن لم تكن خبيثة.
- الالتصاقات داخل الرحم (متلازمة أشرمان): تحدث نتيجة لتكوّن ندوب داخل تجويف الرحم، تنتج غالبًا بعد تدخلات جراحية مثل التنظيف بعد الإجهاض، وقد تكون مرتبطة بعدوى رحمية. تؤدي هذه الالتصاقات إلى ضعف في نمو بطانة الرحم، وبالتالي تُعيق انغراس الأجنة.
الخلاصة
يعدّ التحقق من سلامة وبنية تجويف الرحم عنصراً أساسياً في تشخيص وعلاج مشاكل الخصوبة. ويُمكن للكشف المبكر عن أي خلل خلقي أو مكتسب وعلاجه أن يُساهم في تحسين فرص الحمل وتقليل مخاطر الإجهاض أو الولادة المبكرة. لذلك، من الضروري أن يتم هذا التقييم من خلال طبيب مختص في العقم أو طب الإنجاب قبل بدء أي علاج خصوبة.
