إرجاع الأجنة

عادةً، يتم تحديد موعد إرجاع الأجنة بين اليوم الثاني والخامس بعد سحب البويضات، حيث تكون البويضة المخصبة قد انقسمت لتكوين 4 إلى 8 خلايا أو أكثر. يُعاد إلى الرحم الجنين الذي يتمتع بأفضل جودة وفقًا للمعايير المحددة.

الهدف من العلاج هو الوصول إلى حمل بجنين واحد، إذ تكون فرص نجاح الحمل وتطور الجنين بشكل سليم حتى الولادة أعلى ما يمكن. لتفادي حدوث حمل متعدد الأجنة (توأم، ثلاثة توائم وما إلى ذلك)، من المعتاد إرجاع جنين واحد فقط خلال دورات العلاج الأولى، وخاصة لدى النساء دون سن 32 عامًا.

يُتخذ القرار بشأن عدد الأجنة المُعادة استنادًا إلى جودة الأجنة، عمر المرأة، تاريخها الطبي، عدد المحاولات السابقة، وتعليمات وزارة الصحة. يتم تحديد التوصيات بشكل فردي لكل حالة.
في الحالات الخاصة التي تكون فيها جودة الأجنة منخفضة أو بعد فشل متكرر في انغراس الأجنة، يمكن النظر في إرجاع أكثر من جنين واحد.

الحمل متعدد الأجنة

من المهم التنويه إلى أنه حتى في حالة إرجاع جنين واحد، قد يحدث حمل بتوأم إذا انقسم الجنين إلى جزئين وتطور جنينان متماثلان.
الحمل متعدد الأجنة يُعد أكثر خطورة من الحمل بجنين واحد، حيث يزيد من احتمال الولادة المبكرة، الخداج الشديد، والمضاعفات الصحية للأم، مثل سكري الحمل، ارتفاع ضغط الدم، وتسمم الحمل.

إجراء إرجاع الأجنة للرحم

يبدأ الإجراء بعد التأكد من هوية المريضة وتوقيعها على استمارة موافقة لإرجاع الأجنة. يشمل التعريف الطبيب، الممرضة، وأخصائية الأجنة المسؤولة في المختبر. الهدف هو التأكد من أن الأجنة التي ستُعاد إلى الرحم تعود للمريضة نفسها.

يُطلب من المريضة الحضور بمثانة ممتلئة لتحسين رؤية الرحم باستخدام السونار البطني (اولتراساوند).

أثناء الاستلقاء في وضعية الفحص النسائي، يُستخدم المنظار (speculum) لتسهيل الوصول إلى عنق الرحم.
في الوقت ذاته، تقوم أخصائية الأجنة بجمع الجنين من طبق الحضن إلى أنبوب رفيع ومرن (قسطرة)، يُدخل بلطف من خلال عنق الرحم إلى داخل الرحم، باستخدام توجيه جهاز الأولتراساوند.

بمجرد أن يكون موضع القسطرة مناسبًا، يُحقن الجنين داخل الرحم.
بعد ذلك، يُعاد فحص القسطرة في المختبر للتأكد من أن الجنين لم يبقَ بداخلها.

بعد الإجراء، تُعطى للمريضة أدوية هورمونية لدعم بطانة الرحم وتعزيز فرص الانغراس.

من هذه النقطة، يبدأ المرحلة الأصعب نفسيًا وهي فترة الانتظار حتى موعد فحص الحمل لتحديد ما إذا كان العلاج ناجحًا.

خيارات إرجاع الأجنة

في الماضي، كانت هناك تقنيات مثل إرجاع البويضة والحيوان المنوي أو الجنين إلى قناة فالوب (GIFT) أو(ZIFT) ، لكن هذه الطرق لم تعد شائعة لأنها تتطلب جراحة تنظيرية وتخديرًا عامًا وقد تسبب مضاعفات.

اليوم، يتم تأجيل إرجاع الأجنة في بعض الحالات لدورة لاحقة من دورات الإخصاب الخارجي، وليس مباشرة بعد سحب البويضات، وذلك لأسباب صحية تتعلق بسلامة المرأة مثل فرط تحفيز المبيض، أو اضطراب في مستوى الهورمونات، أو مشاكل في بطانة الرحم. تأجيل الإرجاع في هذه الحالات يساعد على تحسين فرص نجاح الحمل.

إذا تم اتخاذ قرار بتجميد الأجنة، فيمكن استخدامها في الدورة التالية، وسيقتصر التحضير على تهيئة بطانة الرحم.
يُحدد توقيت الإرجاع بناءً على مدة تعرض بطانة الرحم لهورموني الإستروجين والبروجستيرون، بما يتناسب مع عمر الجنين عند التجميد.