عملية الإخصاب في المختبر

بعد سحب البويضات وعزلها عن السائل المستخرج من الجُرَيْبات في المبيض، توضع البويضات في وسط مخصص للحضانة لمدة ساعتين تقريبًا، وذلك لإتاحة الفرصة للبويضات لاستكمال نضوجها، سواء على المستوى النووي أو السيتوبلازمي. تتم الحضانة داخل محلول خاص، في حاضنة تحاكي الظروف المثالية لنمو البويضة من حيث درجة الحرارة ونسبة الأوكسجين وثاني أكسيد الكربون.

يتم إخصاب البويضات باستخدام الحيوانات المنوية التي يقدمها الزوج للمختبر. في يوم السحب، تُفحص عينة السائل المنوي، وبحسب جودتها، يُتخذ القرار بشأن طريقة الإخصاب.

طرق إخصاب البويضة

هناك طريقتان رئيسيتان لإخصاب البويضات:

  1. التلقيح التقليدي (Insemination) : تُستخدم هذه الطريقة عندما تكون جودة السائل المنوي جيدة، حيث توضع عينة تحتوي على مئات الآلاف من الحيوانات المنوية حول كل بويضة معزولة في طبق مخصص داخل المختبر ويقوم حيوان منوي واحد بإخصاب البيوضة بشكل تلقائي ودون تدخّل بشري.
  2. الحقن المجهري (ICSI – Intra Cytoplasmic Sperm Injection)  :تُستخدم هذه الطريقة عندما تكون جودة السائل المنوي منخفضة. يتم اختيار حيوان منوي واحد تحت المجهر وحقنه مباشرة داخل البويضة بواسطة إبرة زجاجية دقيقة. تُعتبر هذه الطريقة فعالة جدًا، وتُستخدم بشكل شائع في حالات العقم عند الذكور أو في حال الحاجة إلى تشخيص جيني قبل الزرع.

بعد الإخصاب، توضع جميع البويضات في الحاضنة لاستكمال الحضانة.

متابعة تطور البويضات المخصبة

تُفحص البويضات في اليوم التالي لعملية السحب، حيث يتم التأكد من وجود نواتين في البويضة المخصبة – واحدة من البويضة والأخرى من الحيوان المنوي. 

*** من المهم التنويه أنه ليس كل البويضات الموجودة في المبيض تُسحب، كما أن ليس كل البويضات المسحوبة يتم إخصابها.

بعد الإخصاب، تبقى الأجنة في الحاضنة لمدة تصل إلى خمسة أيام. خلال هذه الفترة، تنقسم الخلية المخصبة تدريجيًا، من خلية واحدة إلى خليتين، ثم أربع خلايا، وهكذا، حتى تصل إلى مرحلة تحتوي فيها البويضة المخصبة على مئات الخلايا، وذلك قبل مرحلة الإرجاع إلى الرحم.

إرجاع الأجنة إلى الرحم يمكن أن يتمّ في اليوم الثالث من الإخصاب (يمكن رؤية جنين يحتوي في المتوسط على 6 إلى 8 خلايا) أو في اليوم الخامس (يُطلق على الجنين اسم بلاستوسيت- Blastocyt) ويظهر على شكل كرة، تتجمع الخلايا التي ستكوّن الجنين في أحد أقطابها، بينما تتطور الخلايا الأخرى لتكوين المشيمة. 

عملية اختيار الأجنة وإدخال أفضلها جودةً للرحم

يتم اختيار الأجنة للإرجاع أو التجميد بناءً على تقييم دقيق تحت المجهر لكل جنين في مراحله المختلفة. تُعاد الأجنة ذات الجودة العالية إلى الرحم، وتُجمّد الأجنة الأخرى المناسبة للاستعمال المستقبلي. أما الأجنة ذات الجودة المتوسطة، فيتم حضانتها ليومين إضافيين، ثم يُقرر بشأن إرجاعها أو تجميدها.

تُستخدم تقنيات تصوير متقدمة مثل الإيمبريوسكوب (EmbryoScope) –  وهو حاضنة تلتقط صورة للبويضة المخصبة كل 7 إلى 10 دقائق، ما يسمح بمتابعة دقيقة لمراحل تطورها وتقييم جودتها بدقة.

تُعتمد معايير علمية محددة لتقييم جودة الأجنة، وعلى أساس هذه المعايير يُتخذ القرار بشأن الأجنة التي ستُعاد إلى الرحم، تُجمّد، أو تُستبعد من المتابعة.