قنوات فالوب: البنية، الوظيفة، والمشاكل المرتبطة بالعقم

قنوات فالوب هي أنابيب يبلغ طول كل منها حوالي 10 سنتيمترات، وتربط بين الرحم والمبايض. تُبطن القناة بخلايا خاصة تُدعى الخلايا الهدبيّة (خلايا تحتوي على شعيرات دقيقة)، والتي تساعد في نقل البويضة المُخصبة على امتداد القناة حتى تصل إلى الرحم.

في كل شهر، عند موعد الإباضة، تقترب قناة فالوب من المبيض الذي يحتوي على الجُرَيْب الناضج، الحامل للبويضة. تخرج البويضة من المبيض وتدخل إلى قناة فالوب، حيث تبقى لمدة لا تزيد عن 24 ساعة. في هذه القناة، يُفترض أن تلتقي بالحيوان المنوي من أجل حدوث الإخصاب، أي أن عملية الإخصاب تتم داخل قناة فالوب. بعد ذلك، تقوم الخلايا الهدبية بدفع البويضة المخصبة نحو الرحم، حيث تبدأ عملية الانغراس عند وصولها.

ما هو العقم الناتج عن انسداد في قنوات فالوب؟

عندما لا تتحرك البويضة المُخصبة بشكل صحيح نحو الرحم، قد يحدث انغراس غير طبيعي داخل قناة فالوب، مما يؤدي إلى حدوث حمل خارج الرحم.

أمراض مختلفة، خاصة الالتهابات في قنوات فالوب أو المناطق المحيطة بها، قد تؤدي إلى ضرر مزمن في وظيفة هذه القنوات. في الحالات الشديدة، قد تؤدي الالتهابات إلى انسداد تام في القنوات، بينما في الحالات الأخف، قد تحدث التصاقات بين قنوات فالوب والأعضاء المجاورة مثل المبايض، الأمعاء أو الرحم.

الانسداد الكامل لقناة فالوب يمكن أن يحدث إما في جزئها الأقرب الى الرحم أو في الجزء البعيد, أي الأطراف. الانسداد الكامل في الجهتين يؤدي إلى عقم ميكانيكي كامل. أما في حالات الانسداد في الطرف النهائي للقناة، فقد تتجمع السوائل داخلها. هذه السوائل قد تقلل من فرص حدوث الحمل، لأنها قد تبعد الجنين خارج الرحم.

أحياناً يُلاحظ وجود انسداد جزئي أو في جهة واحدة فقط. في هذه الحالات، قد يحدث حمل، لكن هناك خطر بأن يكون الحمل في قناة فالوب.

كيف يتم تشخيص ضرر ميكانيكي في قنوات فالوب؟

يتم التشخيص باستخدام وسائل متعددة، من بينها:

  • تصوير الرحم وقنوات فالوب (HSG): وهي سلسلة من صور الأشعة السينية تُستخدم لتشخيص العيوب في تجويف الرحم (مثل الالتصاقات داخل الرحم)، انسدادات في قنوات فالوب أوالتصاقات حول القنوات.
  • فحص الأنابيب باستخدام رغوة (ExFoam) بتوجيه الموجات فوق الصوتية هو إجراء غير جراحي يُستخدم لتقييم سلامة قنوات فالوب. أثناء الفحص، يتم إدخال مادة تباين رغوية معقّمة (ExEm foam) إلى تجويف الرحم عبر قسطرة، ثم يتم متابعة تدفقها عبر قناتي فالوب باستخدام التصوير بالموجات فوق الصوتية عبر المهبل في الوقت الحقيقي.
    إذا مرت الرغوة بحرية عبر القناتين ووصلت إلى تجويف البطن، فإن ذلك يؤكد سلامة القنوات.
    يُعد هذا الفحص بديلاً آمناً ومريحاً للتصوير التقليدي بالأشعة  (HSG)، إذ لا يتطلب التعرض للإشعاع ويمكن إجراؤه في العيادة الخارجية بسهولة
  • تنظير البطن (Laparoscopy): يتضمن إجراء شق صغير في جدار البطن عند منطقة السرة وإدخال جهاز بصري يسمح بمشاهدة مباشرة لأعضاء الحوض (يُجرى تحت التخدير العام في غرفة العمليات). من خلال هذا الإجراء، يمكن تقييم حالة قنوات فالوب بدقة. يمكن أيضاً معالجة مشاكل العقم الميكانيكي أثناء نفس الإجراء.

ما هي العلاجات الممكنة لمشاكل قنوات فالوب؟

تشمل خيارات العلاج:

  • قسطرة لفتح قنوات فالوب
  • إزالة الالتصاقات باستخدام تنظيرالبطن
  • في بعض الحالات، يُفضل إزالة القنوات إذا كانت تالفة تماماً أو مليئة بسوائل ضارة.

يجب التذكير بأن قنوات فالوب هي فقط أنبوب يربط المبيض بالرحم. وعند حدوث انسداد أو مرض فيها، يُفضل في بعض الأحيان إزالتها لتحسين فرص نجاح العلاج.

مشاكل ميكانيكية أخرى قد تؤثر على تجويف الرحم نفسه

بعض الحالات مثل الحواجز الرحمية الكبيرة، الأورام الليفية البارزة في تجويف الرحم، الزوائد اللحمية (البوليبPolyp – )، أو التشوهات الخلقية في تطور الرحم يمكن أن تؤثر سلباً على عملية انغراس الجنين. تُشخّص هذه الحالات من خلال فحوصات خاصة. في بعض الحالات يمكن تصحيحها جراحياً، ما يُحسن فرص الحمل التلقائي.