حفظ الخصوبة

جلب القرنان العشرون والحادي والعشرون تطورات تكنولوجية كبيرة، ساهمت في تمكين النساء من تحقيق ذواتهن في المجال المهني. ومن ضمن هذه التطورات، برزت تقنيات حفظ الخصوبة، والتي تهدف إلى تمكين النساء والرجال من الحفاظ على القدرة على الإنجاب في سن متأخرة.

عند الرجال

عند الرجال، يتم تجديد مخزون الحيوانات المنوية بشكل مستمر طوال الحياة.
عادةً ما يكون حفظ الخصوبة عند الرجال أمرًا بسيطًا ويقتصر على تجميد عينات من السائل المنوي. وفي حالات نادرة وخاصة، يمكن أيضًا تجميد أنسجة من الخصيتين كجزء من علاجات الخصوبة.

أما النساء

أما النساء، فيولدْنَ بعدد محدد من البويضات يرافقهن طيلة حياتهن، دون أن يتجدد. ومع مرور الوقت، وكجزء من عملية الشيخوخة الطبيعية، تبدأ وظيفة الجهاز التناسلي الأنثوي بالتراجع. كل شهر، يتم تجنيد عدد كبير من البويضات لإنتاج بويضة واحدة فقط للتبويض، بينما يتم تدمير باقي البويضات وفقدانها.

حفظ الخصوبة عند النساء، أولاً:

العملية أكثر تعقيدًا، وتوصى بها في الحالات التالية:

أولاً: الحفاظ على الخصوبة لأسباب طبية

  1. عند وجود أمراض تستدعي علاجات قد تضر بوظيفة المبيض لاحقًا، مثل:
    • العلاج الكيميائي.
    • جراحات في المبيض تؤدي إلى استئصال جزئي أو كامل.
    • انخفاض في مخزون البويضات نتيجة العلاجات.

أحيانًا، يتم اكتشاف انخفاض في مخزون البويضات أثناء مرحلة التشخيص، مقارنة بالنساء في نفس الفئة العمرية.

  1. في حالات وراثية أو طبية خاصة، مثل:
    • متلازمة تيرنر.
    • حاملات جين X الهش.
    • أمراض مناعية ذاتية.

يُعتبر الحفاظ على الخصوبة لأسباب طبية مناسبًا للفتيات، المراهقات، والنساء اللواتي يتوقع أن يخضعن لعلاجات كيميائية أو إشعاعية. ويُمنح هذا العلاج بهدف إنجاب طفل أول أو ثاني فقط، وللنساء أو الأزواج الذين لا يملكون أطفالًا من زواجهم الحالي.

في هذه الحالات، تُغطى التكاليف من قبل صناديق التأمين الصحي، بما في ذلك الأدوية.

ثانيًا: الحفاظ على الخصوبة لأسباب غير طبية (اجتماعية)

في السابق، كانت معظم النساء يلدن في سن مبكرة، لكن الوضع تغيّر. اليوم، تسعى الكثير من النساء لتحقيق الذات والتقدم في مسيرتهن المهنية، مما يدفعهن لتأجيل قرار الإنجاب. ولكن للأسف، البيولوجيا لا تسمح دائمًا بذلك.

لذلك، نوصي النساء في أواخر الثلاثينيات، ممن لم يُنجِبن بعد، بالتفكير في تجميد البويضات لأسباب اجتماعية، مثل:

  • التركيز على المسيرة المهنية.
  • عدم العثور على شريك مناسب في الوقت المناسب.

البويضات المجمدة تحتفظ بعمرها البيولوجي وقت التجميد، مما يمنح المرأة فرصة للإنجاب لاحقًا، عندما تكون مستعدة.

في عام 2011، تم سنّ قانون الحفاظ على الخصوبة وتجميد البويضات في البلاد، والذي يسمح للنساء في الفئة العمرية من 30  حتى 41 عامًا بإجراء التجميد لأسباب غير طبية.

يتيح القانون علاجات حتى 4  دورات من سحب البويضات أو حتى تجميد 20 بويضة (حسب الحد الذي يتحقق أولًا)

في هذه الحالات، يتم تمويل العلاج بشكل خاص من قبل المرأة نفسها. وتستطيع استخدام البويضات المجمدة حتى بلوغ سن 54.