الجهاز التناسلي الأنثوي
يُعدّ الجهاز التناسلي الأنثوي نظامًا مذهلًا يتكوّن من أعضاء داخلية وخارجية، ويتحدد نوعه بواسطة الكروموزوم الجنسي.
تحتوي الخلايا الجنسية، أي البويضة والحيوان المنوي، على 22 كروموزومًا + كروموزوم جنسي.
البويضات دائمًا تحتوي على كروموزوم X، أما الحيوانات المنوية فإما أن تحتوي على كروموزوم X أوY. إذا أخصبت البويضة بحيوان منوي يحتوي على كروموزومX يتطور جنين أنثى بجهاز تناسلي أنثوي. واذا . إذا أخصبت البويضة بحيوان منوي يحتوي على كروموزوم Y يتطور جنين ذكر بجهاز تناسلي ذكري.
عند الولادة، تكون الأنثى مزودة بكامل أعضائها التناسلية، لكنها لا تكتمل من حيث النضوج إلا مع الاقتراب من سنّ البلوغ والخصوبة.

الأعضاء التناسلية الأنثوية: الداخلية والخارجية
تشمل الأعضاء التناسلية الخارجية: الفرج، البظر، والمهبل.
أما الأعضاء التناسلية الداخلية فتشمل: الرحم وعنق الرحم، قناتي فالوب، والمبيضين، والتي تقع على جانبي الرحم بالقرب من جدران الحوض.
تمر جميع أجزاء هذا الجهاز بتغيّرات كبيرة خلال مرحلة البلوغ، حيث تستعدّ الأنثى لاستقبال الحمل وحمل الجنين في الرحم لمدة تسعة أشهر.
تبدأ المبايض والبويضات في التكوّن داخل الجنين الأنثى منذ الأسابيع الأولى من وجوده في الرحم.
تنشأ البويضات من خلايا تُعرف باسم الخلايا النسليّة (germ cells) ، وهي تهاجر إلى مكان تموضع المبيضين في الحوض، وتخضع لعملية تُعرف باسم الانقسام الاختزالي، ما يحوّلها إلى خلايا جنسية تحتوي على 23 كروموزومًا فقط (نصف عدد الكروموزومات الموجودة في الخلايا الجسدية).
عند حدوث التلقيح، تندمج البويضة التي تحتوي على 23 كروموزومًا مع حيوان منوي يحتوي أيضًا على 23 كروموزومًا، وينتج عن ذلك جنين يحتوي على 46 كروموزومًا – العدد الكامل للكروموزومات في الإنسان.
عند الولادة، يحتوي مبيضا الطفلة على ما بين 1 إلى 2 مليون بويضة، يبدأ عددها بالتناقص التدريجي حتى مرحلة البلوغ.
مع اقتراب سن البلوغ، يتبقى في المبيضين حوالي 450,000 بويضة، لكن فقط حوالي 450 بويضة تمرّ بعملية الإباضة على مدار سنوات الخصوبة لدى المرأة.
الخصوبة, الإباضة والحيض
مع البلوغ، يبدأ الرحم بالنمو، وتبدأ المبايض بالاستجابة للهرمونات التي تفرزها الغدة النخامية، وتبدأ عملية الإباضة.
في كل شهر، يتم تجنيد مجموعة من البويضات تنمو تدريجيًا خلال أسبوعين تقريبًا حتى تحدث الإباضة.
تُحاط كل بويضة ببيئة سائلة تُعرف باسم الجُرَيْب (Follicle).
نمو الجُرَيْبات يتم تحت تأثير مجموعة من الهرمونات، أهمها FSH وLH.
من بين كل مجموعة جُرَيْبات تبدأ بالنمو، يبرز جُرَيْب واحد يُسمى الجُرَيْب المسيطر أو المهيمن، وهو الذي يستمر بالنمو حتى يُطلق البويضة عند الإباضة، بينما تتراجع ا الجُرَيْبات الأخرى.
عندما يصل الجُرَيْب إلى حجم يقارب 24 ملم، وتحت تأثير هرمون LH، تحدث عملية الإباضة وتخرج البويضة في طريقها نحو قناة فالوب.
قنوات فالوب والرحم
قنوات فالوب هي أنابيب دقيقة يبلغ طول كل منها حوالي 10 سم، وتربط المبيض بالرحم.
تبقى البويضة في القناة لبضع ساعات إلى أيام قليلة، وتتحرك ببطء بمساعدة خلايا مهدّبة داخل القناة، مهمتها دفع البويضة باتجاه الرحم.
في القناة، من المفترض أن تلتقي البويضة بالحيوان المنوي ويحدث الإخصاب.
في حال حدوث الإخصاب، تبدأ البويضة المخصبة رحلتها نحو الرحم للانغراس.
أما في حال عدم حدوث إخصاب، تنهار البويضة، وتنخفض مستويات الهرمونات، وتبدأ الدورة الشهرية (الحَيْض).
الرحم هو العضو الرئيسي في الجهاز التناسلي الأنثوي، ومهمته توفير بيئة مناسبة وآمنة لنمو الجنين.
يتأثر الرحم بالهرمونات التي تُفرز من الجُرَيْب النامي.
في المرحلة الأولى، يقوم هورمون الإستروجين بتكثيف بطانة الرحم لتكون مهيأة لاستقبال الحمل.
وفي المرحلة الثانية، بعد الإباضة، يقوم هورمون البروجسترون بتحويل بطانة الرحم إلى بيئة مناسبة لانغراس الجنين.
إذا لم يحدث الحمل، تنخفض مستويات الهرمونات، وتتقشر بطانة الرحم ويبدأ نزول الدم – أي الحيض.